--------------------------------------------------------------------------------
أبكتني الدموع
في يومٍ من الأيام الماضيه
سرت في ارضي التي اعتدت عليها
ارضي التي اعتدت السير في نواحيها
ارضٍ غبراء جرداء يكاد يصرخ الموت من هول ما فيها
لا أجد فيها سوى الصمت ثم الصمت ... فالصمت يعالجها ويداويها
سرت فيها لأمر على طفل يجلس مشرئباً إلى السماء
وينظر اليها بنظرات الأمل
يحدق فيها .... يجوب في نواحيها باحثاً عن الطريق الصحيح
باحثاً عن ملجأ غير الذي لجأ اليه
يبحث عن النور ... يبحث عن الهواء الطلق ... ليفرد ذراعيه باسماً
وهو لا يزال ينظر للسماء ... ويتنفس الصعداء
ليحلق دونما عودة إلى هذه الأرض من جديد
كل يومٍ أراه على هذه الحال
الأمل والتفاؤل يملأ عينيه الصغيرتين الجامدتين
العاكستين للون السماء البراق المتلألئ
لكن في ذلك اليوم قد تغير الحال
لم يعد ينظر للسماء
ما عاد مبتسم الثغر
ما عاد يسكنه الأمل
انزل ذراعيه و طأطأ الرأس
اقتربت منه علي اعرف ما يجول بخاطره
لأعرف ما سبب هذا السكون الغريب
ما سبب هذا الشحوب الرهيب
نظر إلي بعينين سوداوين حانقتين
يملأهما العذاب والألم ... والحسرة والندم
هذا الصغير فقد الأمل
سقطت من بين جفنيه دموع حارةٍ ساخنه ... حارقة
حدقت فيه ... اشفقت عليه
هذا طفلٌ قد رأى شبح خيبة الأمل
وسمع صوت ريح الخراب تقتل نسمات العطاء والمنن
لم احتج لأسمع صوته وكلماته لأعرف معاناته
ابكتني الدموع .. طأطأت الرأس كما فعل
هذا الفتى عرف طعم الأمل والحياة والجمال دون أن يجدها
لكنه في النهاية ذرف الدموع ... وابكتني ... واحرقت ما بين الضلوع
بعدما اعياه البكاء ... بعدما اضناه الذل
عاد وابتسم
ونظر للسماء .. ورفع يديه من جديد
واشرأب بعنقه و كأنما قد صار اطول واقرب
نعم
لقد عاد الأمل
الأربعاء مارس 04, 2009 11:00 am
